صرح د. عباس عبدالحى الشناوى رئيس قسم البحوث بقسم الذرة الشامية ورئيس قسم الذرة الشامية بمعهد المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية أن المعهد نجح من خلال حقوله البحثية فى الوصول لأصناف جديدة عالية الجودة والانتاجية تصل لـ40 أردبا للفدان فى حين أن متوسط الانتاج العام للفدان فى مصر لا يتعدى الـ24 أردبا فقط للفدان الأمر الذى يعنى أن هناك إمكانية لقفزة مصرية هائلة فى إنتاج الذرة الشامية وتحقيق الأمن الغذائى المصرى حتى لو إقتربنا فقط من إنتاجية الحقول الإرشادية التى يشرف عليها المعهد والتى تصل فى إنتاجيتها من 32-35 أردبا للفدان وأضاف رئيس قسم الذرة الشامية أنه بالقليل من جهود الارشاد الزراعى ودعم الدولة يمكن رفع إنتاجية الفدان بالوضع الحالى بـ3 أردب للفدان مما سيمكننا من انتاج 26- 27 أردبا للفدان خاصة فى ظل حرص وزارة الزراعة ومعهد البحوث الزراعية على دعم مشاريع تنمية إنتاج الذرة الشامية وهناك بالفعل إستراتيجية لأصناف وهجن وسلالات لذرة شامية بيضاء وصفراء موجودة بالقسم تعطى 40 أردبا للفدان وتلائم الظروف المناخية المصرية كما توصلنا لانتاج أنواع هجن فردية قصيرة العمر يمكن زراعة زرعتين منها فى الموسم الواحد حيث وصل بعض أصنافها لـ88 يوما يمكن أن تزرع زرعتين خلال الـ190 يوما فقط قبل الدخول فى موسم الزراعات الشتوية.
وعن واقع إنتاج الذرة الشامية فى مصر قال أن الذرة الشامية لا تقتصر أهميتها حول رغيف الخبز (العيش) فقط بل هى ذات علاقة وثيقة بالعديد من الملفات الأخرى منها على سبيل المثال لا الحصر ملف أزمة المياه والثروة الحيوانية والداجنة ووفرة بيض المائدة والثروة السمكية حيث تمثل الذرة الشامية نسب 70- 75% من مكونات الاعلاف اللازمة لتلك المشاريع وبالنسبة لرغيف الخبز (العيش) فقد تعودنا منذ قديم الزمن خلطها فى رغيف العيش بنسبة 20% وكان الناتج رغيف عيش مميز وممتاز جدا ويمكن بهذا الخلط توفير نسبة كبيرة من القمح المستورد.
ويقول د. عباس عبدالحى الشناوي: الذرة الشامية هامة جدا فى ملف المياه وفى ظل التغيرات المناخية والارتفاع فى درجات الحرارة والنقص فى كميات المياه القادمة من النيل والمشاكل القادمة من الجنوب والمعروفة للجميع من خلال وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية حيث تأتينا مطالبات وأطروحات عن كميات المياه وقيمتها وثمنها مما يؤكد لنا أهمية وضرورة الأهتمام أكثر وأكثر بالذرة الشامية كمحصول صيفى لا يستهلك مياها كثيرة مما يجعله محصولا موفرا للمياه مقارنة بعدد آخر من المحاصيل التى تروى بالغمر وتظل من 3- 4 شهور تروى بالغمر بينما الذرة الشامية تروى فقط 6- 7 ربات وبكميات بسيطة من المياه.
وعن الاشكاليات التى تواجهها زراعة الذرة الشامية قال د. عباس أن أهم تلك الاشكاليات هى النظرة الضيقة من المزارع تجاه ما يجنيه من زراعة الذرة الشامية خاصة فى ظل إنخفاض أسعارها فى الفترة الأخيرة قبل أن تتدخل الوزارة لرفع سعره الى 250 جنيها كبداية متوقعة لارتفاع سعره مجددا من المتوقع الى 300- 350 جنيه للأردب الأمر الذى سينعكس إيجابيا وبقوة على توفير المياه والعلائق والعملة الصعبة المتوفرة مع تقليل الاستيراد والعكس صحيح فبقلة الانتاج تقل وتستنزف العملة الصعبة وندعم باستيرادنا من الخارج ونعطى مزارعى الخارج دولاراتنا ولذا يجب أن يكون لدينا وعى ثقافى تجاه تلك الأمور.
ويشير د. عباس عبدالحى الشناوى إلى أنه عندما لا تتوافر العلائق سنضطر للاستيراد بأسعار مرتفعة وبتوافر الذرة الشامية يقل سعر العلائق ويتزايد الانتاج المحلى من الثروات الحيوانية والسمكية والداجنة فى مصر بسعر مناسب فإذا كنا نشترى كيلو اللحم بـ50 جنيها حاليا سنشتريه إذا إهتممنا بالذرة الشامية بـ30 جنيها وإذا لم نهتم فسيصل سعرها لـ70-80 جنيها ولذا من باب أولى أن نساهم فى تنمية الانتاج المحلى الداخلى من الغذاء لأن فارق الأسعار سيدفعه الفلاح من جيبه وهو أمر يكرر مع الدواجن والأسماك.