التقى أعضاء المجلس المصرى للشئون الخارجية، اليوم الأربعاء، سفير الدنمارك بالقاهرة كريستيان هوبى، حيث ناقش الجانبان تطورات الأوضاع فى مصر والشرق الأوسط والموقفين الدنماركى والأوروبى منها.وأكد سفير الدنمارك - الذى تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى - أن أوروبا تسعى لمساندة مصر فى هذه المرحلة الانتقالية المهمة التى تمر بها حاليا، مشدداً على أنه من مصلحة الاتحاد الأوروبى أن تظل مصر قوية. وتطرق اللقاء إلى إبداء الاتحاد الأوروبى استعداده منذ فبراير 2011 لتقديم مساعدات كبيرة لدعم مصر، ولكن ذلك يتطلب تقديم الحكومة المصرية لبرنامج يحدد أولوياتها والقطاعات التى ترغب فى مساندة الاتحاد لها فيها. ويأمل الاتحاد الأوروبى أن يتمكن خلال الأشهر القليلة القادمة من تقديم حزمة مساعدات بقيمة 500 مليون يورو إلى مصر، لتمويل مشروعات محددة، وفقاً للأولويات التى يتعين أن تحددها الحكومة المصرية وفقاً لاحتياجاتها الراهنة، وتتقدم بها بشكل واضح. وترى الدول الأوروبية أن إبرام اتفاقية تجارة حرة بين مصر والاتحاد الأوروبى مسألة صعبة، بالنظر إلى أن هناك بعض الدول الأوروبية داخل الاتحاد تنتج المنتجات نفسها التى تسعى مصر لتصديرها للاتحاد، لاسيما فى قطاع الزراعة، إلا أن هذا الاتفاق سيتم التوصل إليه، وإن احتاج إلى وقت لتجاوز الصعوبات القائمة. وتنفى الرئاسة الدنماركية الحالية للاتحاد الأوروبى أن تكون مواقفه سلبية إزاء الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، وترى أن المشكلة تكمن فى أن الأطراف تحصر الاتحاد فى دور المانح للمساعدات الاقتصادية فقط، بينما هو يسعى أيضا لأن يلعب دوراً سياسياً أكثر إيجابية، ولاسيما من خلال اللجنة الرباعية الدولية. وتشير إلى أن التدخل العسكرى الدولى فى ليبيا جاء فى الأساس بطلب من الجامعة العربية، ثم فى إطار قرار من مجلس الأمن لتوفير الحماية للشعب الليبى من بطش قوات القذافى وليس لتغيير النظام، أما فى سوريا فإن الوضع مختلف، لأنه أكثر تعقيداً داخلياً وإقليمياً، كما أنه مقرب من روسيا التى تمنع حتى الآن استصدار أى قرار من مجلس الأمن بشأن هذه الأزمة.