فلاحو البحيرة يواجهون ديون البنوك بعد نفوق ماشيتهم بسبب انتشار الحمى القلاعية

كتب: البحيرة - أحمد عبد الرحمن

الفلاح المصري من أزمة القطن وعدم بيعه ، ورخص ثمنه ، وعدم تسليم أثمانه لهم حتى الآن ، إلى أزمة أشد خطورة علي الفلاح المصري بل والأخطر اقتصادياً علي الاقتصاد المصري الأ وهي مرض الحمى القلاعية الخطر الذي يدق أبواب الفلاح المصري فمع الانتشار السريع للمرض ، ووصوله بمحافظة البحيرة حتى الآن إلى قرابة 1500 حالة اصابة بالمرض ، ووصول حالات النفوق إلى أكثر من 90 حالة نفوق ، تعرض الفلاح البحراوي لخسارة كبيرة .

ويؤكد خميس الخطيب – فلاح من مركز شبراخيت – أن هذه الماشية تعتبر فتح بيت وتوفر دخل للفلاح للمساهمة في مصاريف الاولاد ونفوق حيوان يعد بمثابة موت أحد ابنائه لانها هي التي تصرف علي البيت وخصوصا ونحن في ظل حالة اقتصادية ضعيفة .

وأوضح د.ابراهيم جعبوب – دكتور بكلية الزراعة ، وعضو المؤتمر العام لحزب الحرية والعدالة بالبحيرة – أن الاثار الاقتصادية لمرض الحمى القلاعية هي حرب منظمة وخسارة شديدة في الحيوانات الرضع ، وكذلك خسارة في انتاج اللبن واللحم ، كما علينا ان نبحث عن اسباب نشؤ المرض وهي عدم تطبيق الحجر الصحي علي الحيوانات المستوردة من الخارج وبداية انتشاره من مركز قطور بالغربية في مزرعة أحد رجال الاعمال المحسوبين علي النظام البائد الذي استورد حيوانات ولم يطبق عليها الحجر الصحي ، كما حصل علي تصريح لاستيراد أمصال خاصة به وتم تسريب تلك الامصال وتم تطعيم حيوانات غير مصابة مما ساعد علي انتشار المرض .

وأضاف جعبوب : " السؤال الذي يطرح نفسه الان خلال عام من الثورة في خلال ترهل النظام والحكومات المتعاقبة لم تظهر حالات لاصابات وبائية مثل انفلونزا الطيور او الخنايز والحمى القلاعية ؟ ولماذا ظهرت الان ؟ وهل هي لارباك البرلمان ؟ " .

وأكد جعبوب أن الاشد خطورة في هذا الامر أنه مع تصريح الحكومة لطرح اللحوم ب25 جنيها ، فارادت مافيا اللحوم ان يتم وأد وقتل فكرة التخفيف عن كاهل الشعب المصري وقفل باب الاستيراد من الخارج سواء من السودان أو اثيوبيا .

وبين أحمد الشرقاوي – تاجر مواشي من مركز دمنهور – أنه فقد 20 حالة نفوق بمزرعته ومديرية الطب البيطري هي من قامت بحرقهم ودفنهم ، كما انه لم يتلقى أي تنبيه منذ بداية المرض رغم أنه مؤمن علي تلك العجول بمديرية الطب البيطري .

وأكد الشرقاوي أنه يواجه ديون كبيرة بسبب نفوق تلك العجول لانها أتت بقروض من البنوك ولم تسدد بعد ، كما أن تلك الأموال هي من البنوك وإن لم تجد الحكومة حل لتلك الازمة من خلال جدولة الديون مع البنك او توفير تعويضات سوف يواجه البنوك .

أشار عبد اللطيف حميد – فلاح من قرية فرنوى – أن لديه عجل مصاب وذهب للدكتور ولم يجد الدواء ، كما نفق عجل صغير لدى جاره ولم يجد أي تدخل من الوحدات البيطرية بالمركز ، مطالباً بضرورة تفعيل دور الوحدات البيطرية وتوفير العلاج والتطعيمات اللازمة لمكافحة المرض ، وضرورة وضع تسعيرة محددة لاسعار الدواء .

وأضاف حميد : " نحن نفقد ثروتنا الحقيقية يوماً وراء يوم فالماشية هي الثروة التي أملكها ولا أجد غيرها فلان الاسواق تم ايقافها فلا نبيع ولا نشتري فالاقتصاد مضروب ومش عارف ابيع اي حيوان لكي اصرف علي بيتي بعد ايقاف انتاج اللبن او اللحمة ، كما رفع التجار اسعار طعام الماشية من 60 لـ 64 جنية ثمن كيلو الدشيش المخصص لطعام الماشية وتثمينها .

وأكد د.محمد موسى – وكيل كلية الطب البيطري - أن مرض الحمى القلاعية تعد خسارة اقتصادية كبيرة للاقتصاد المصري حيث انها دخلت في 2.3 مليار جنيه حتى الآن كتحصينات درت ، ونفوق وخسارة اقتصادية للحوم ، فالحيوان المريض يفقد لبنه أو يمتنع وهذه تعد خسارة ، كما ان نفوق الحيوانات الرضع والحيوانات الكبيرة خسارة للموارد الحيوانية بمصر .

ويرى موسى أن العلاج للخروج من تلك اللازمة هو إغلاق الاسواق في الوقت الحالي ، ومنع التجمعات الحيوانية أي كان نوعها أو مصادرها ، وكذلك تحصين الحيوانات السليمة وعلاج الحيوانت المصابة من أجل القضاء السريع علي المرض وإيقاف انتشاره .

وأكد الدكتور ناجى القمحاوى - نقيب الأطباء البيطريين بالبحيرة – أنه تم رصد حالات إصابة بمرض الحمى القلاعية فى محافظة البحيرة وكذلك حالات وفيات ، موضحا أن هناك عدداً من المشاكل التي تواجه عملية التصدي لهذا المرض , ذكر منها المشاكل الإدارية والتشريعية والاقتصادية , محملاً غرفتي البرلمان الشعب والشورى مسئولية مواجهة هذه الأزمة ، وطالب القمحاوى بتشكيل كيان مستقل للعمل البيطري والثروة الحيوانية, وعمل قاعدة بيانات خاصة داخل محافظة البحيرة .

كما أوصي مؤتمر " الحمي القلاعية .. ما لها وما عليها " الذي أقامته نقابة الاطباء البيطريين بالبحيرة بمجمع دمنهور الثقافي بضرورة وضع استراتيجية واضحة للتعامل مع اللحوم الحية المستوردة من الخارج ، مع تشديد الرقابة على عمليات الحجر الصحي ، وإعادة تكليف الأطباء البيطريين خريجي الدفعات الحديثة للاستعانة بهم فى تغطية كل القرى والنجوع .

و طالب المؤتمر بالتحصين الدوري المجاني والإجبارى للماشية ضد الحمى القلاعية ، وغيرها من الأمراض الوبائية ، مع حظر نقل الحيوانات الحية بين المحافظات لمنع انتشار المرض ، والالتزام بإغلاق أسواق الماشية بالمحافظات لحين انحسار المرض .

وشدد الحضور علي ضرورة التنسيق مع مديرية الطب البيطري وضرورة تكثيف القوافل البيطرية المجانية وتزويدها بالأمصال واللقاحات الكافية، ونشر الوعي لدى المزارعين ومربى الماشية بضرورة رش حظائر الحيوانات بمادة الفورمالين بتركيز من 1 إلى 2 % لقتل الفيروس المسبب للمرض .

من جانبه كشف المهندس مختار الحملاوى محافظ البحيرة، عن أن عدد الحالات المصابة بمرض الحمى القلاعية بالمحافظة بلغت 1265 رأس ماشية، تمت معالجة عدد 1060 حالة منها، بينما نفقت 62 حالة فقط .