تنازل مجلس إدارة الأهلى عن كبريائه واستمع إلى رأى مستشاريه القانونيين وتراجع عن الطعن فى حكم القضاء الإدارى بتطبيق بند الـ8 سنوات بعدما تأكد من الخسارة وعدم جدوى الاستمرار فى طريق مظلم بلا نهاية ودون جدوى.
قلت الأسبوع الماضى، إن دولة الأهلى تهتز، وشرحت دواعى وأسباب كلامى الذى كشف مدى اهتزاز وتخبط مجلس حسن حمدى وتصرفاته الغريبة وعدم التفرقة بين التصرفات العنترية والحفاظ على قوة وريادة القلعة الحمراء من جانب البلطجية وعدم احترام سيادة القانون من الجانب الآخر.
الأهلى دائمًا من عشرات السنين هو القائد والرائد للرياضة المصرية ورموزه الكبار، مختار التتش والفريق مرتجى وعبده صالح الوحش والمايسترو صالح سليم نجحوا كثيرًا فى الحفاظ على هيبة الأحمر دون أى تجاوز وتخطى للقوانين، والتاريخ يشهد أن المايسترو أغلب قراراته كانت تحفظ حق الأهلى ونحترم سيادة القوانين ومراعاة مشاعر الآخرين لذلك عاش صالح سليم ملكًا متوجًا ومات رمزًا خالدًا فى قلوب كل المصريين.
حسن حمدى الذى أقدره كنجم كرة سابق وصاحب دور فى البطولات العديدة التى اقتنصها الأهلى عبر السنوات الماضية يجب أن يعيد حساباته ويسعى خلال الشهور المتبقية فى ولايته برئاسة القلعة الحمراء ويسعى جاهدًا لإنهاء حالة الاحتقان الواضحة ضد الأهلى من جماهير الإسماعيلى وبورسعيد والزمالك، والتى كان نتيجتها المذبحة التى راح ضحيتها عشرات الشباب البرئ دون ذنب.
مجلس حمدى أمامه 17 شهرًا كاملة قبل إجراء الانتخابات أراها كافية جدًا لإصلاح ما تم إفساده، والتحرك السريع للمصالحة مع الجميع، والعمل على تأكيد ريادة الأهلى من خلال التعاون والدفاع عن حقوق الأندية واستخدام السطوة الحمراء فى رفض فساد الاتحادات والبعد عن أى اتفاقات سرية من شأنها إثارة الفتنة وإشعار الآخرين بالقهر أو النفوذ، وإلغاء شعار "الأهلى دولة" لأن مصر الجديدة لا يجوز أن يكون فيها دول أو مراكز قوى.
قد يتصور البعض أن عنوان المقال .. الأهلى يركع .. هو سخرية أو هجوم على الذات الحمراء، وهذا غير حقيقى، لأن الإنسان العاقل عندما يكون ثائرًا وغاضبًا ربما تصدر منه قرارات انفعالية كثيرة، ولكن مع عودته لهدوئه يبدأ مراجعة نفسه وتقييم أفعاله ولا يوجد موانع من إعلان "الرجوع" للصواب والاعتذار عن الأخطاء التى ارتكبت وحمدى يمتلك رصيدًا كبيرًا من الإنجازات والمواقف التى تسمح لنا بالتجاوز عن الأخطاء والخطايا التى حدثت من الأحمر فى السنوات الماضية من مجلسه سواء تجاه الأندية الأخرى وجماهيرها أو من لاعبيه ضد الإعلام وأغمض حمدى ورجاله عنها.