عقد الدكتور / عبد الله سعد
عضو مجلس الشعب ( حزب النور )
والدكتور / سعيد سعد سليمان
جامعة الزقازيق 8 قسم الوراثة
مؤتمر بخصوص ارز الجفاف
( عرابى 1 - عرابى 2 )
وحضر المؤتمر لفيف من كل انحاء المحافظة وتم شرح
كل المعلومات عن الارز الذى اوصى بزراعته
أرز الجفاف.. تتخيل للوهلة الأولى أن هناك شيئا ما خطأ، فكلنا يعرف أن الأرز يحتاج كميات كبيرة من المياه، وهو اعتقاد خاطئ صححه لنا د. سعيد سليمان أستاذ علم الوراثة بزراعة الزقازيق والباحث الرئيسي بمشروع تربية الأرز لتحمل الجفاف في برنامج العاشرة مساء في حلقة السبت 16-10-2010؛ حيث استطاع استنباط سلالات جديدة من الأرز تتحمل الجفاف، وتحتاج نصف كمية المياه، وفي الوقت نفسه تعطي إنتاجية تصل إلى أربعة أطنان للفدان.
وأوضح د. سليمان خلال حواره أن هناك سلالات من الأرز تنمو على سفوح الجبال وتسمى Upland Rice تتحمل الجفاف والعطش وعدم سقوط الأمطار أكثر من 35 يوما، وتبقى حية؛ ولكنها تعطي محصولا متدنيا من الحبوب، وهناك أصناف تزرع في الجزر بجنوب شرق آسيا وتسمى بالأرز العائم flooded Rice، وتحصد في نهاية الموسم بالمراكب ويصل ارتفاع الساق إلى مترين، وأخرى تحتاج لكمية ضحلة من المياه ارتفاعها 5:30 سم تسمى أرز المناطق المنخفضة Lowland Rice وتعطي محصولا عاليا.
ولأن تطبيق علم الوراثة في التربية يؤكد أنه بالتهجين بين الأصناف الحساسة للجفاف وعالية المحصول، والأصناف المقاومة الجفاف ومنخفضة المحصول، يمكننا بالانتخاب تحت ظروف الجفاف استنباط سلالات عالية المحصول تتحمل الجفاف، أي تجمع بين جينات المقاومة للجفاف وجينات المحصول العالي.. وقد نجح معهد الأرز الدولي في الفلبين عام 1978 (IRRI) في استنباط سلالات تمتاز بمقاومتها للجفاف وعالية المحصول؛ إلا أنها من حيث جودة الطهي لا تلائم الذوق المصري.
توفير نصف المياه
وأكد د. سليمان أنه تم الجمع بين السلالات المقاومة للجفاف وطريقة الزراعة المبتكرة، وهي طريقة الشرائح التي تقسم بها الأرض، والتي تؤدي إلى التوفير في كمية المياه، فكانت النتيجة هي انخفاض استهلاك المياه بنسبة النصف تقريبا وكذلك زيادة إنتاجية الأرز؛ حيث وصلت في السلالات الجديدة إلى 4 أطنان للفدان، في حين أن إنتاج الصنف المحلي سخا 104 لا يتجاوز2.9 طن للفدان تحت ظروف الجفاف بالأراضي الطينية.
وأوضح د. سليمان أنه تم تحديد كمية المياه المستخدمة في الري من خلال عداد مياه بصوبة الكلية، وتم التأكد من أن الاستهلاك لن يزيد على 3000 متر مكعب كحد أقصى للفدان، كما تم إجراء تجارب داخل الكلية في الصوب والمزارع خلال 6 سنوات كاملة، وتأكدنا من قدرة هذه الأصناف على مقاومة الجفاف.
ثم بعد ذلك قمنا بتجربة هذه السلالات في الحقول على مستوى قطع صغيرة، ثم على مستوى قطع كبيرة عامي 2008 و2009 إلى أن وصلنا إلى هذه التجربة؛ حيث قمنا بزراعة فدانين في قرية "أكوه" بالشرقية، و4 فدادين في قرية "وليلة" بميت غمر بالمنصورة, فكانت النتيجة ناجحة جدا.
وقد أطلق د. سليمان على السلالات الجديدة عرابي 1 وعرابي 2، وتصل إنتاجية الفدان من السلالة عرابي1 إلى محصول يتراوح بين4.5 و5 أطنان ومن عرابي2 محصول يتراوح بين4 و4.5 طن للفدان, مشيرا إلى أن عرابي2 له ميزة أن حصاده يتم قبل عرابي1 بعشرة أيام, كما أنه يصلح للاستخدام في الكبسة وفي الفنادق, بينما عرابي1 طعمه بلدي ويصلح للمصريين.
وأضاف أننا سنقوم بتسجيل هذه الأصناف هذا العام بعد أن حصلنا على براءة اختراع من مكتب حماية الأصناف النباتية بوزارة الزراعة، لكن المشكلة أن التسجيل يستغرق ثلاث سنوات كاملة، ولذلك فإننا نطالب بأن نعامل مثل مركز البحوث الزراعية بأن يسير التسجيل في طريقه، وفي الوقت نفسه يتم الإكثار من التقاوي في السنة نفسها.
وطالب د.سعيد بجهة محايدة لتسجيل الأرز فلا يجوز أن يكون مركز بحوث الأرز هو الخصم والحكم في الوقت نفسه؛ حيث إن مركز بحوث الأرز دائما يحارب العلماء في الجامعات بحجة أنهم الأكثر دراية بسلالات وأصناف الأرز.
توفير الأسمدة والتقاوي
من جانبه أكد الدكتور يسري عطا الأستاذ بمعهد بحوث إدارة المياه في تصريحات لجريدة الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 15-10-2010 أن طريقة زراعة الأرز على الشرائح التي اكتشفها د. سعيد يتم تجربتها لأول مرة في العالم، وقد حصلت على الجائزة الأولى من الهيئة الدولية للري والصرف عام 2008 في لاهور بباكستان، وتتميز بأنها توفر40% من المياه عند الزراعة العادية، وهذه الطريقة تصلح لكل الأصناف، وتم تجربتها في عدة محافظات لمدة 5 سنوات؛ حيث وفرنا 2500 متر مكعب مياه لكل فدان.
ولو تم تعميم هذه الطريقة يمكن توفير نحو3 مليارات متر مكعب في السنة في موسم الأرز فقط, إضافة إلى أنها توفر في استهلاك الأسمدة وتزيد الإنتاجية، كما توفر ساعات إدارة وتشغيل ماكينات بنسبة 30% إلى40%.
أما الدكتورة مي محمد لبيب الباحثة بمركز بحوث الهندسة الوراثية بالقاهرة، والتي شاهدت التجربة على الطبيعة، فقد أكدت أن السلالة الجديدة للأرز تشترك مع الأرز العادي في جودة الحبة وامتلائها، وإن كانت تتميز عنها في أن إنتاجيتها عالية جدا، كما أن هذه السلالة صحية جدا؛ لأنه لم يتم التلاعب في الجينات الوراثية الخاصة بالبذور، وكذلك فـإن نسبة البروتين بها مرتفعة، وطعمها أفضل، كما أن نسبة النشا فيها قليلة جدا، إضافة إلى أن أرز الجفاف لا يحتاج إلا إلى 70 كيلو تقاوي, بينما الأرز العادي يحتاج إلى100 كيلو.
تجربة السلالات
وحول رأي المزارعين الذين قاموا بزراعة هذه السلالة أكد سيد طلبة عليوة مزارع من مركز ميت غمر دقهلية في حديثه مع جريدة الأهرام في نفس العدد أنه قام بزراعة 4 فدادين ونصف الفدان من أرز الجفاف بعد الاتفاق على ذلك مع الدكتور سعيد سليمان مكتشف السلالة الجديدة.
وأضاف: أحضرنا التقاوي وجهزنا المشتل بإشراف مهندس متخصص في المبيدات والتقاوي، ثم قمنا بتجهيز الأرض وتقسيمها إلى شرائح، ثم حددنا المساحات بين الشتلة والشتلة بمسافة 20 سم بعد أن أعطينا الأرض جرعة التسميد، ثم قمنا بري الأرض لأول مرة بطريقة الغمر لتثبيت حبوب الأرز، وبعد 15 يوما من الرية الأولى قمنا بري الأرض مرة أخرى بالغمر؛ لكن تلك المرة لم نستهلك أكثر من ساعتين من الوقت، في حين أن الأرز العادي يستهلك 8 ساعات للفدان،. ثم قمنا برش المبيدات الخاصة بالحشائش.
وأكد أنه بعد ذلك تم تنظيم الري كل 15 يوما، وبعد شهر من الزراعة أعطينا الأرض الجرعة الثانية من الكيماوي بمعدل شيكارة للفدان، حتى تم الحصاد بعد 130 يوما فقط من الزراعة بالنسبة للسلالة عرابي1، و120 يوما بالنسبة للسلالة عرابي2، وقد التزمنا أثناء الزراعة بتعليمات الدكتور سعيد، وأضاف "في الغيط نفسه قمنا بزراعة أرز من النوع 177 الموجود بالأسواق، وقمنا بمعاملته بنفس معاملة أرز عرابي1 وعرابي2، ولكنه لم ينجح لدرجة أن إنتاج الفدان لم يتجاوز طنا واحدا".
عراقيل أمام الانطلاق
وعن رأي مسئولي برنامج ومركز بحوث الأرز المتهمين بمحاربة السلالات الجديدة صرح د. حمدي الموافي رئيس برنامج الأرز القومي لجريدة الأهرام (نفس العدد) أننا نرحب بهذه التجربة بشرط أن يتم اتخاذ الإجراءات الرسمية لتسجيلها بإدارة الفحص والاعتماد، وتسجيل التقاوي بوزارة الزراعة، فإذا ثبت أن هذه الأصناف تتحمل الجفاف، وأنها ثابتة ومستقرة من الناحية الوراثية, فإن ذلك سيكون نصرا كبيرا للزراعة المصرية.
أما د.عبد السلام دراز رئيس بحوث الأرز بمركز البحوث الزراعية فقد نفى أنه ضد التجربة الجديدة، وأكد أنه يشجع أي تجربة أو فكرة توفر المياه، والرأي الأخير في هذه السلالات سيكون من خلال لجنة تسجيل الأصناف بوزارة الزراعة، مشيرا إلى أن هناك اختبارات يجب أن يتم إجراؤها عبر متخصصين في الأمراض والحشرات وجودة الحبوب على هاتين السلالتين، وذلك لأن هذه السلالات متوسطة الحبة، والمتوقع أن تكون نسبة التصافي فيها لا تتعدى65%.